فيلم 28 days later

في السنوات الأخيرة ورغم تضائل أهمية فن الرعب كأحد العناصر السينمائية الأساسية بقيت هناك أفلام في كل فترة وأخري تعرض وتعيد تذكيرنا بمدي جمالية وعظمة هذا الصنف ، ومن أهم الأفلام التي عرضت حديثا فيلم (Paranormal Activity 2007 ، I am legend 2007 ، Saw 2004 ، Others 2002) و فيلمنا هذا (لداني بويل) الذي يستحق أن يلقب بأعظم أفلام الرعب في العصر الحديث .

يبدأ الفيلم بأحد المختبرات العلمية التي تجري تجاربها علي القرود ، فتقتحم جماعة من النشطاء المدافعين عن حقوق الحيوان من أجل الأفراج عن بعض القرود ، أحد العلماء يخبرهم بأن القرود خطيرة وتحمل مرض خطير ومعدي ، ولكنهم لا يصدقوه وبعد تحرير القرود ، قامت القردة بمهاجمتهم ونقل الفيروس إليهم ، يستيقظ جيم ساعي البريد من غيبوبته بعد 28 يوم من حدوث الواقعة يصحو ليري نفسه وحيد في المستشفي بل إن لندن كلها فارغة و مدمرة ثم يدخل كنيسة حيث تهاجمه جماعة من الموتي الأحياء وينجو منهم بمساعدة “مارك” و “سلينا” وتبدأ مغامرته الخطرة بالبحث عن النجاة .

علي الرغم من انتشار الزومبي وهو ما يراه البعض مكرر ومبتذل واستهلك في كثير من الافلام السابقة الا ان هذا الفيلم يعد من ابرز افلام الرعب والزومبي تحديدا في الفترة السابقة علي وجه الخصوص فبالنظر الي داني بويل في عمله هذا فانه استطاع صنع فيلم رعب واثارة ذات طابع درامي وفريد واهتم إهتمام مناسب لابعاد الشخصيات .

واحد ابرز مميزات هذا الفيلم هو الاهتمام بالجانب الدرامي وتكثيفه علي عكس غالبية افلام الزومبي التي تركز علي جانب الاثارة وتقديم قالب حركي رديئ يخلوا من الجانب الانساني الذي يعتبر مادة جيدة للتعمق والطرح خصوصا في قضايا مثل النجاة ونهاية العالم والبقاء .

فما فعله داني بويل في هذا الفيلم هو التعمق في الجانب الانساني وطرح افكار قوية تحمل افكارا ببناء علاقات جيدة ومقبولة بين الشخصيات و ابتعد نوعا ما عن التقليدية والرتابة .

الفيلم هنا ليس قصة بطولة تقليدية أو رعب تقليدية بل أن بطل العمل لا يحمل صفات بطولية ولا يسعي لإنقاذ العالم ولا يقوم بدور القائد ، بل ان صفاته صفات رجل عادي يبحث عن الخلاص ، وكل الشخصيات كذلك تحكومها نوازع بشرية سلبية و إيجابية وتسعي بنجاتها الخاصة بشتي الطرق ، هو عمل عن الغريزة الإنسانية ، عن أخطر التهديدات التي للبشر ، وهو (الفناء) فكيف يمكن التعامل معه وكيف يمكن النجاة منه .

هذا الفيلم قام ببطولته “كيليان ميرف” بأداء مبهر وقوي و نقله هذا العمل إلي أحد أكثر الأسماء الأوربية الشابة أهمية عالميا فقدم فيلم الإثارة Red eye عام 2005 والمشاركة الأهم مع المخرج العالمي كريستوفر نولان في Batman Begins 2005 – Inception 2010 .