محمد خان والذي يعد من ابرز مخرجين السينما الواقعة والتي انتشرت في مصر في نهاية فترة السبعينات و طوال فترة الثمانينيات من القرن الماضي. ودعونا الأن نستعرض لكم قصة حياة محمد خان واهم اعماله.
ولد محمد خان من أب باكستاني و أم مصرية ايطالية وولد في مصر في 26 اكتوبر 1942 في حي غمرة وتربي في حي السكاكسنس وعرف السينما لاول مره في دار عرض سينما مصر في شارع الجيش بالعباسيه وكان(سعيد شيمي) المصور السينمائي الشهير فيما بعد هو صديق طفولته وشبابه و تعلما معاً مبادئ السينما و عشق صناعه الافلام واشتركا في صنع عده افلام للهواة بكاميرة صغيره.
قبل حصوله علي الشهادة الثانوية بعام واحد سافر الي بريطانيا حيث حصل علي الشهادة المعادلة ثم حصل علي دبلوم شهادة لندن للتكنيك السينمائي عام 1962 وعاد الي القاهرة ليلتحق بشركة القاهرة للانتاج السينمائي تحت اشراف المخرج (صلاح ابو سيف) في قصم القراءه مع (رافت الميهي و مصطفي محرم و فاروق سعيد وهاشم النحاس و احمد راشد) و خلال عمله في الشركه كتب بعض تجارب السناريوهات واكتسب الشهرة باعتباره مرجعا للمعلومات السينمائية بفضل متابعته للأفلام و قرائة المراجعات النقضية في العديد من الاصدارات العالمية.
سافر الي بيروت عام 1964 حيث عمل مساعداً للمخرجين في عدة افلام مع (يوسف معلوف و وديع فارس و كوستا و فاروق عجرمة) كما كتب عدة سناريوهات ليترك بيروت في عام 1966 ومنذ عام 1970 استقر في لندن حتي عام 1978 حيث عمل في مهن مختلفة (افتتح لفترة من الوقت محلا لبيع الملابس كان يقوم بتشغله لساعات قليلة بما يكفيه فقط لتدبير نفقات حياته) وفي هذة الفترة داوم علي كتابة ونشر مقالاته عن السينما و نقض الافلام وكتب اول كتاب عن تاريخ السينما المصرية باللغه الانجليزية بعنوان ( مقدمة للسينما المصرية ).
قام ببعضالافلام القصيرة مثل ( ضائع _ الهرم _ البطيخة_ لقاء عائلي_ السباق الطويل _ يوم في حياة اسرة سعيدة _ العالمية (صخر) _ الام ليست مستحيلة _ المراة المصرية _ اطفال الشوارع _ البيت الكبير).
كما عمل كمساعد و اسكريبتفي لبنان لافلام ( الليالي الحلوة _ الرهينة _ انتربول في بيروت )
.وعمل كمساعد اول في فيلم مغامرات فلفله اخراج فاروق عجرمه
كتب قصة العديد من الافلام مثل (سواق الاوتوبيس _ضربة شمس_ الثار_ طائر علي الطريق مع بشير الديك _ الحريف _ مشوار عمر _ احلام هند وكاميليا _ سوبر ماركت _ فارس المدينة _ يوم حار جدا – كليفتي _ بنات وسط البلد ).
تزوج المخرج محمد خان من وسام سليمان كاتبة السيناريو لفيلميه بنات وسط البلد و في شقة مصر الجديدة، والتي انجبنت منه نادين خان وهي تعمل أيضاً في مجال الإخراج السينمائي. حصل محمد خان على الجنسية المصرية بقرار رئاسي في 19 مارس 2014. وتوفي عام 26 يوليو 2016.
اولوية محمد خان اثناء سرده للفيلم:
الدراما في افلام محمد خان هي الدرجه الاولي دراما الشخصية وليس الحدوته و الاحداث المحبوكه و الموضوعات الجاهزة و الافكار الثابته ففي كل فيلم من افلامه يتناول شخصية يتاثر بها و ينسج حولها فيلمه ومن خلالها يطرح همومه الذاتيه و التي لا تنفصل عن هموم جيلة وهموم مجتمعه ف هو مولع يتامل الانسان حيث يرا ان الانسان هو اهم عنصر في السينما لدرجة ان مجموعة من افلامة تحمل اسماء ابطالها مثل ( ضربة شمس _ مشوار عمر _ و يوسف وزينب _ احلام هند وكاميليا _ ايام السادات ).
ومن ثم ف الشخصية هي الاهتمام الرئيسي الذي يدور حولة بناء افلامة وهو البؤرة الاساسية التي توحد تلك الافلام في افلامه تنتمي الي ما يسمي ( موضوع الشخصية ) والذي يصفه جوزيف م بوجز بقولة تركز بعض الافلام علي رسم معالم شخصية فريدة في نوعها من خلال الحديث و الحوار معا ومع اهمية الحبكه في مثل هذة الافلام فان ما يحدث مهم اولا و قبل كل شيء ف كيفية معاونتنا علي فهم هذه الشخصية الجاري تطورها و تكمن جازبية كبري لمثل هذة الشخصيات في تفردها في تلك السمات التي تميزها عن الناس العاديين.
ويمكن التعبير عن تيمة افلام هذا النوع خير تعبير بوصف موجز للشخصية المحورية مع تركيز علي النواحي غير العادية لذاتية الفرد في سينما محمد خان هي سينما الشخصية وليست سينما الاحداث و الحبكة وهو يؤكد علي ذلك قائلا كل افلامي تبدا بشخصية لم ابدا أياً من افلامي بحدوته فالشخصية عندي هي البذرة الاساسية للفيلم و معظم الاتجاهات تهدف الي معالجة مشكلات معينه تظهر الشخصيات من خلال المشكلة انا علي العكس اقدم الشخصية وهي ما يهمني حيث اجعلها تتحرك بحرية وانطلاق من منطلق مفهومها هي وتأملها من الخارج وعن طريقة تلك الشخصية اعكس اوضاع المجتمع فهو ينفر من الشكل التقليدي للدراما السينمائية و التي تمثل فيها الشخصية مجرد عنصر يتشابك مع عناصر البناء الدرامي المحكم و الحبكة و الاحداث المتعاقبة.
ويتساءل محمد خان لماذا لا يكون الفيلم رحلة تأمل داخل الشخصية العادية حيث ان ما اسعي اليه محمد خان هي حقيقة اللاحدوته ولا يخفي محمد خان تأثره في ذلك بالمخرج الايطالي مايكل أنجلو أنطونيوني حيث أنه تأثرت كثيرا به وحينما شاهدت فيلمه (لافينتورا او المغامرة) فقررت ان اصبح مخرجاً فقد بهرني بشدة توغل هذا المخرج في عمق الشخصية حيث أنه عكس عالماً كاملا من خلال تتبع شخص او اثنين وليس من خلال الاحداث.
وشخصيات محمد خان تتميز بكونها شخصيات غير تقليدية وغير مقيدة بقيود المهن النظامية الثابتة مثل الطبيب و المهندس و المحامي والصحفي، ولكنها شخصيات منطلقة في الحياة مثل شمس المصور الصحفي في فيلم ضربة شمس و فارس سائق البيجو في فيلم طائر علي الطريق وشكري الكوافير في موعد علي العشاء وفارس لاعب الكره العامل في ورشة صغيره و صانع الاحذية في فيلم “الحريف” و رمزي عازف البيانو في فار و اميرة البائعة في فيلم “سوبر ماركت” وهكذا..
و يقول خان في هذا الصدد انني اتعمد اختيار المهنة الغير متداولة في السينما المصرية حتي اهرب من دائرة المهندس و الطبيب و المحامي لقد حفظنا هذه الشخصيات و الكلام الذي يقولونه في الافلام ولابد من التغير انا طول عمري اكره القيود الوظيفية ولذلك لم اتحمل الوظيفة الحكومية واحنا مش بنحب شخصية الموظف لذلك انا لم اصنع افلاما عنهم و الفيلم الوحيد الي عملتو عن موظف كان خرج ولم يعد وطلعته من الوظيفة في النهاية .
محمد خان عاشق لشخصياته و بتأملات عالمها الداخلي وصراعها مع واقعها القاسي و يتأملها بدقة في جميع احوال معاناتها وانتصاراتها وانكساراتها و خيرها وشرها وهو يتركها تتحرك بحرية و فقا ما تراه ولذا ف هو لا يتعمد ايجاد مبرر لتصرف شخصياته بل يقدمها بتلقائيتها وعفويتهااعشق لحظات المشاعر واكرة المبررات و اكثر ما يزعجني ان اتعمد ايجاد مبرر لتصرف الشخصية و هذا ما يسبب خلافا كبيرا بيني و بين كاتب السيناريو لأنني اعتقد ان محاولات ايجاد تبريرات لتصرفات الشخص بمثابة التقليل من ذكاء المتفرج فهو يعتمد ان تلك التلقائية تطفي علي شخصياته الصدق الذي يعتبره السمه الأساسية التي يجب ان تتسم بها شخصياته يرى انه يكفي ان يصدق الجمهور ما يراه علي الشاشة وان يصدق شخصيات حتي تنشأ بينه و بينهم علاقات حميمه وعلي العكس فلو شاب هذه الشخصيات نوعا من الكذب او الزيف فلن يصل الي الجمهور.
واقعية محمد خان:
تميز محمد خان في إطار تيار الواقعية، أشار إلى أن لديه العديد من الأعمال الفنية التي تعتبر علامات بارزة في هذا الإطار، كما كان من العلامات القوية له مع السيناريست (عاصم توفيق)، حيث قدموا ثلاثة أفلام تعتبر من أفضل الأعمال السينمائية التي جسدت الواقع في فترة الثمانينيات، وهى أفلام “خرج ولم يعد” بطولة (يحيى الفخراني، وفريد شوقي، وليلى علوى) ،وفيلم “سوبر ماركت” (لنجلاء فتحي، وممدوح عبدالعليم) ،وفيلم “عودة مواطن” بطولة (يحيى الفخراني، وميرفت أمين).
و هذا الثنائي استطاع من خلال تلك الأفلام الثلاثة أن يكون الأقوى تعبيرًا والأكثر تأثيرًا في السينما المصرية، والواقعية في تلك الفترة، حيث كانت الأفلام الثلاثة تجسيدًا لما كان يموج من أحداث، ويضاف إليهم بالطبع فيلم “زوجة رجل مهم” من تأليف رءوف توفيق، وبطولة (أحمد زكى، وميرفت أمين).
وأن تيار الواقعية في فترة الثمانينيات هو الجيل اللاحق لجيل الخمسينيات، والذى تبنى الواقعية مثل (صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وكمال الشيخ) ،ويعتبر المخرج محمد خان على رأس مخرجي الواقعية الجديدة، وينضم إليه بالطبع (خيرى بشارة، وعاطف الطيب).
وأن خان كان يتميز أيضا بإجادة توجيه الممثل، واختيار فريق العمل، بما يتناسب مع الأدوار التي يقدمونها، كما كانت لديه حساسية عالية في الكادر، وعمق صياغة الرؤية الفنية والإنسانية.
محمد خان وعرضه للمرأة:
منذ بداية مسيرته الفنية، اهتم محمد خاني بالمرأة المصرية، فتارة يقدم معاناتها الزوجية، وتارة يتحدث عن بحثها عن الحب، كما تناول العديد من المشكلات الاجتماعية الخاصة بالمرأة، في (الفتاة، والزوجة، والأرملة، والمطلقة، والمرحة)، بل وقاتلة أيضا (في فيلم موعد على العشاء)، والمتابع لمسيرة محمد خان في السينما سيجد جميع زوايا الأنثى ممثلة في أعماله، لكن بصورتها الواقعية البعيدة عن التجميل، وأيضا البعيدة كل البعد عن العنصرية والإقصاء.
ففي فيلم “فتاة المصنع” نجد البنت المصرية التي تنتمى لطبقة اجتماعية كادحة وتعمل بمصنع، نراها تقع في قصة حب مع مهندس أرقى منها اجتماعيًّا، ويعمل مديراً لها لكنه يصدمها بأنه لن يفكر فيها، لكن تلك الفتاة التي لا تريد شيئا سوى الحب تظل تحلم به وتدافع عن حبها، وتحاول الوصول إليه بكل الطرق، وينتهى الفيلم بنهاية حلمها لكنها ترقص في زفاف حبيبها، وبالرغم من كمية المعاناة لم تختفى الروح المتفائلة على مدار الفيلم من خلال أغاني سعاد حسنى، وكذلك أغنية “بابتسام” التي قدمتها يسرا الهوارى.
أما فيلم “بنات وسط البلد” فيتحدث عن فتاتين إحداهما كوافيرة والثانية بائعة بمحل ملابس، فتاتين ينتميان لتلك الطبقة التي تحاول فتياتها البحث عن الحب ليغير حياتهما، وفى منطقة وسط البلد والمترو وتمران بالعديد من الأحداث والحالات الاجتماعية المتنوعة على هامش بحثهما عن الحب.
وقبل أن يرصد حياة البنات كان خان قد رصد حياة المطلقة والأرملة في فيلم “أحلام هند وكاميليا” بطولة (نجلاء فتحي، وعايدة رياض) ،ويتناول الفيلم العديد من الطموحات والأحلام الخاصة بالسيدتين لتعثران على مبلغ من المال قبل النهاية لكن تتم سرقته.
ولم ينس خان أن يتناول الفتاة الصعيدية في أعماله ليجسدها في فيلم “فى شقة مصر الجديدة” بطولة (غادة عادل، وخالد أبو النجا)، وتناول الفيلم قصة فتاة نزحت من الصعيد إلى القاهرة لتلتقي في الشقة بشاب وتبدأ الأحداث في التحول.
أما معاناة الزوجة فكانت أكثر وجودا خلال فيلم “زوجة رجل مهم” الذى يتناول قصة الفتاة (ميرفت أمين) التي أحبت ضابطاً لكنها اكتشفت بعد الزواج أن الحياة الوردية التي كانت تتمناها لم تكن إلا وهمًا، وعرفت ذلك بعد أن ظهر الوجه الحقيقي للزوج (أحمد زكى) والذي تفنن في تعذيبها.
كذلك رصد فيلم “موعد على العشاء” حالة الاختناق بين الزوجين، وعدم مراعاة الزوج حقوق زوجته العاطفية، وعدم مبادلتها المشاعر، لتطلب الطلاق وتعيش قصة حب فيقتل حبيبها، وينتهى الفيلم بانتقامها من زوجها بتقديم عشاء دست فيه السم ليأكلاه معا، وبعد أن أدى (أحمد زكى) دور الزوج المتسلط في “زوجة رجل مهم” كان هو الوجه المشرق في فيلم “موعد على العشاء”، وأدت (سعاد حسنى) دور الزوجة والزوج كان (حسين فهمى).
محمد خان والسينما النظيفة:
فى آخر أفلامه “قبل زحمة الصيف” يرفض محمد خان مفهوم (السينما النظيفة)، ويذكرنا برائحة البحر.. وارتطام الأمواج.. وموسيقى هادئة.. هذه هي المؤثرات التي ستلازمك طوال مدة مشاهدتك لفيلم “قبل زحمة الصيف” آخر أعمال المخرج الراحل محمد خان، فيدخلك الفيلم في حالة فريدة، ويجعلك واحدًا من قاطني القرية السياحية التي يدور بها أحداث الفيلم بالكامل.
يعلن خان عن كسره لما عرف بـ(السينما النظيفة) في فيلمه، فيظهر بالفيلم مشاهد (+18) في أكثر من موضع، ومنها العلاقة التي حدثت بين جمعة وهالة في خياله، بعدما أوصلها لمنزلها وهى في حالة سكر، وظل يشاهدها من خلف الشباك ويتخيل أنهما معا في علاقة حميمية.
افلام محمد خان:
ضربة شمس بطولة نور الشريف عام 1980 ، الرغبة بطولة نور الشريف عام 1980 ، طائر علي الطريق بطولة احمد زكي و فريد شوقي عام 1981 ، موعد علي العشاء بطولة احمد زكي و سعاد حسني عام 1981 ، الثأر بطولة محمود ياسين و يسرا عام 1982 ، نص ارنب بطولة محمود عبد العزيز و يحي الفخراني عام 1983 ، يوسف وزينب بطولة ليلي علوي وفاروق الفشاوي عام 1984 ، الحريف بطولة عادل امام عام 1984 ، خرج ولم يعد بطولة يحي الفخراني عام 1984 ، مشوار عمر بطولة مديحة كامل و فاروق الفشاوي عام 1986 ، عودة مواطن بطولة يحي الفخراني و ميرفت امين عام 1986 ، زوجة رجل مهم بطولة احمد زكي وميرفت امين عام 1988 ، احلام هند وكاميليا بطولة احمد زكي و نجلاء فتحي عام 1988 ، سوبر ماركت بطولة نجلاء فتحي عام 1990 ، يوم حار جدا بطولة شريهان و محمود حميدة عام 1993، مستر كاراتيه بطولة احمد زكي عام 1993 ، فارس المدينة بطولة محمود حميدة عام 1993 ، الغرقانة بطولة نبيلة عبيد ومحمود حميدة عام 1993، ايام السادات بطولة احمد زكي عام 2001 ، كليفتي بطولة باسم سمرة عام 2004 ، بنات وسط البلد بطولة هند صبري ومنة شلبي عام 2005 ، في شقة مصر الجديدة بطولة غادة عادل و خالد ابو النجا عام 2007 ، فتاة المصنع بطولة يسمين رئيس عام 2014 ، قبل زحمة الصيف بطولة ماجد الكدواني وهنا شيحة واحمد داود عام 2015.
لقاءات المخرج محمد خان
لقاء محمد خان في برنامج معكم مني الشذلي في قناة CBC
لقاء محمد خان في برناج كلام في الفن في قناة العربية